
فما هو شكل هذا التحول العميق في تجربة السفر؟ وكيف انتقلنا من الطرق التقليدية إلى الحلول الذكية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي؟ رحلة المسافر العراقي استفادت كثيرًا من هذا التغيير، وفي قلبها يبرز تطبيق سندباد كرفيق ذكي يسهّل كل مراحل الرحلة.
الحجز التقليدي: الماضي الذي ما زال حاضرًا
ما زال الكثير من العراقيين يفضلون حجز رحلاتهم عبر مكاتب السفر التقليدية، وذلك يعود لعدة أسباب. أحد أهمها هو الشعور بالأمان والثقة الذي يوفره التعامل المباشر مع شخص خبير. فالزبون يشعر بالاطمئنان عند رؤية وكيل السفر أمامه، والتحدث معه وجهًا لوجه، مما يقلل من القلق بشأن أي خطأ محتمل في الحجز، خاصةً في مجتمع لا يزال فيه التعامل النقدي المباشر يحظى بثقة أكبر من الدفع الإلكتروني.
لكن هذا الأمان يأتي بثمن. فالطريقة التقليدية غالبًا ما تكون بطيئة ومحدودة الخيارات. يتطلب الأمر قضاء ساعات طويلة في التنقل بين المكاتب لمقارنة الأسعار، وقد لا يجد المسافر الخيار الأفضل لأنه يعتمد فقط على ما يوفره مكتب واحد أو بضعة مكاتب. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الأسعار في المكاتب التقليدية أعلى بسبب العمولة التي يتقاضاها الوكيل.
إذا كانت هذه السلبيات واضحة، فلماذا لا تزال الطريقة التقليدية مفضلة لدى البعض؟ الإجابة تكمن في العامل الثقافي والاجتماعي. فالثقة الشخصية المبنية على التعامل المباشر لا تزال تفوق سهولة التكنولوجيا بالنسبة للكثيرين. هذا التعلق لا يعني أن السلبيات ضئيلة، بل يعني أن الحاجة للأمان الملموس تفوق أحيانًا الحاجة للسرعة والراحة التي توفرها التكنولوجيا.
الحجز الإلكتروني: بوابة العصر الرقمي
كانت المرحلة الأولى من التحول الرقمي في قطاع السفر هي ظهور منصات الحجز الإلكترونية. هذه المنصات، مثل موقع وتطبيق سندباد، غيرت قواعد اللعبة بتقديمها أدوات سهلة ومباشرة للمسافرين.
أتاحت هذه المواقع للمستخدمين:
– مقارنة الأسعار: عرض أسعار رحلات جميع شركات الطيران في مكان واحد، مما يسهل على المستخدم اختيار الأفضل.
– مرونة الحجز: إمكانية الحجز في أي وقت ومن أي مكان، دون الحاجة للذهاب إلى مكتب فعلي.
– خيارات دفع متعددة: توفير طرق دفع إلكترونية مثل زين كاش وكي كارد، مما يتيح تجربة دفع آمنة وأكثر سلاسة.
ومع أن هذه المنصات حلت العديد من المشاكل التي كانت تواجه المسافرين، إلا أنها كانت مجرد أدوات للمقارنة والحجز. كانت لا تزال تفتقر إلى القدرة على فهم احتياجات المسافر وتقديم توصيات شخصية. هنا، يأتي الذكاء الاصطناعي ليأخذ تجربة السفر إلى مستوى آخر.