
صدر الصورة، Getty Images
أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية في مدينة غزة شمالي القطاع، ضمن عملية “مركبات جدعون 2″، حيث تتوغل قواته لليوم الثالث من العمليات البرية لبسط السيطرة على المدينة بأكملها، مع استمرار فرار سكانها نحو الجنوب.
وقال الجيش إن قواته، بتوجيه من جهاز الشاباك والاستخبارات العسكرية، شنت غارات على مستودعات أسلحة لحركة حماس، تحتوي على متفجرات معدة للاستخدام ضد قواته، بحسبه.
وأضاف أن الفرقتين 162 و98 واصلتا عملياتهما في مدينة غزة، بينما نفذت فرقة غزة (143) عمليات في خان يونس ورفح، أسفرت عن مقتل مسلحين وتدمير عشرات المنشآت العسكرية التي تشمل وسائل مراقبة وأنفاق، وفقاً لبيانه.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن العملية أسفرت منذ بدايتها عن مقتل نحو 200 “مقاتل”، موضحة أن الفرقتين 162 و98 واصلتا تقدماً بطيئاً داخل مدينة غزة، في حين انسحب معظم مقاتلي لواء المدينة باتجاه الجنوب.
وذكرت صحيفة معاريف أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتكثيف قصفه المدفعي وغاراته الجوية على المدينة بهدف دفع السكان إلى إخلائها.
في الوقت نفسه، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الخميس، من أن الهجوم البري الإسرائيلي على شمال غزة ترك المستشفيات المكتظة أصلاً على شفا الانهيار، وطالب بإنهاء هذه الظروف اللاإنسانية.
وكتب غيبريسوس على منصة “إكس”: “إن التوغل العسكري وأوامر الإخلاء في شمال غزة تُسبب موجات جديدة من النزوح، ما يُجبر العائلات المفجوعة على النزوح إلى منطقة تتقلص باستمرار ولا تفي بالكرامة الإنسانية”.
وأضاف أن “المستشفيات المكتظة أصلاً على شفا الانهيار، إذ يُعيق تصاعد العنف الوصول إليها، ويمنع منظمة الصحة العالمية من إيصال الإمدادات المُنقذة للحياة”.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة عن مقتل 79 فلسطينياً وإصابة 228 خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم أكثر من 40 كانوا يحاولون تلقي المساعدات، لترتفع حصيلة ضحايا الحرب منذ عامين إلى 65.141 قتيلاً و165.925 مصاباً.
غزة ومجزرة رواندا

صدر الصورة، Reuters
على الصعيد السياسي، اجتمع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بالمبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، الأربعاء في لندن، لبحث إمكان استئناف المفاوضات بشأن صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
وقالت مصادر إسرائيلية للقناة 12 إن وفداً قطرياً رفيع المستوى موجود أيضاً في لندن، فيما ذكر مصدر مطلع أنّ الولايات المتحدة تتوسط حاليا بين إسرائيل وقطر لإيجاد صيغة تسمح بتجاوز الأزمة التي أثارها الهجوم الإسرائيلي على قيادات حماس في الدوحة، مع الضغط على إسرائيل لاتخاذ خطوات تهدف إلى خفض التوتر مع قطر.
من ناحية أخرى، قالت محققة الأمم المتحدة، التي اتهمت إسرائيل هذا الأسبوع بارتكاب إبادة جماعية في غزة، إنها ترى أوجه تشابه مع مجزرة رواندا، آملة في أن يُسجن القادة الإسرائيليون يوماً ما.
وأقرت نافي بيلاي، القاضية السابقة من جنوب إفريقيا التي ترأست المحكمة الدولية الخاصة بالإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، بأن تحقيق العدالة “عملية بطيئة”.
ومع ذلك، استشهدت بيلاي في مقابلة مع فرانس برس، بما قاله نيلسون مانديلا، أيقونة مناهضة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، أن “الأمر يبدو دائماً مستحيلاً إلى أن يُنجز”.
وأعربت بيلاي التي شغلت أيضاً منصب المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، عن تفاؤلها قائلة: “لا أرى حدوث اعتقالات والمحاكمات في المستقبل أمراً مستحيلاً”.
وكانت بيلاي قد شكلت لجنة تحقيق دولية مستقلة لا تتحدث باسم الأمم المتحدة، أصدرت تقريراً مفاجئاً الثلاثاء، خلص إلى أن “إبادة جماعية تحدث في غزة”، وهو أمر تنفيه إسرائيل بشدة.
كما خلص المحققون أيضاً إلى أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت “حرضوا على ارتكاب إبادة جماعية”.
بريطانيا على وشك الاعتراف بفلسطين

صدر الصورة، EPA
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن لندن ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية نهاية هذا الأسبوع، بعد مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعارض القرار، لبريطانيا في ختام زيارته الرسمية.
وكان رئيس الوزراء كير ستارمر قد حذر في يوليو/تموز من أنه سيتخذ هذا الإجراء ما لم تتخذ إسرائيل خطوات لتخفيف المعاناة في غزة، وتتوصل إلى وقف لإطلاق النار في حربها المستمرة والتي أوشكت على دخول عامها الثالث.
وتقول إسرائيل إن الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما أعلنت عنه فرنسا وكندا وأستراليا أيضاً هذا الشهر، سيكون بمثابة مكافأة لحماس.
وذكرت صحيفة التايمز، دون ذكر مصادرها، أن بريطانيا ستعلن الاعتراف فور انتهاء ترامب من زيارته يوم الخميس.
ولم تتلق بي بي سي حتى اللحظة رداً من وزارة الخارجية البريطانية.
وفي يوليو/تموز، قال ترامب، الذي يقوم حالياً بزيارة رسمية ثانية غير مسبوقة إلى بريطانيا، إنه لا يمانع في أن تتخذ بريطانيا مثل هذه الخطوة.
ومع ذلك، فقد أوضحت الولايات المتحدة معارضتها لأي إجراء من هذا القبيل من جانب حلفائها الأوروبيين.
وكان ستارمر، الذي يتعرض لضغوط من بعض أعضاء حزب العمال لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، قد صرّح بأن بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لتخفيف حدة الوضع في غزة.
جدير بالذكر أن بريطانيا تدعم سياسة “حل الدولتين” لإنهاء الصراع في المنطقة، لكنها قالت سابقاً إن هذا الحل لن يتحقق إلا عندما يحين الوقت المناسب.
وفي سياق متصل، أعلن المدعي العام الإسباني يوم الخميس أن مدريد ستحقق في “انتهاكات حقوق الإنسان في غزة” لمساعدة المحكمة الجنائية الدولية، التي سعت إلى إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.
وذكر بيان أن المدعي العام “أصدر مرسوماً بتشكيل فريق عمل مكلف بالتحقيق في انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان في غزة” بهدف “جمع الأدلة وإتاحتها للجهة المختصة، ما يفي بالتزامات إسبانيا المتعلقة بالتعاون الدولي وحقوق الإنسان”.