
صدر الصورة، Reuters
اجتمع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الإثنين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت عبرت فيه واشنطن عن قلقها إثر الغارات الجوية على قطر والتي تهدد بنسف المحاولات المتعثرة للتوصل إلى هدنة في غزة.
وتأتي زيارة روبيو في ظل ضغوط دولية متصاعدة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة وقبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تتحضر دول غربية لاتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي ترفضه إسرائيل والولايات المتحدة.
وحدّد روبيو موعد هذه الزيارة التضامنية قبل أسبوع من موعد انعقاد قمة بمبادرة فرنسية سعودية في الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي ندد به نتنياهو.
ورغم أن ترامب كان على مدى سنوات من أشد المدافعين عن نتنياهو، فإنه جدّد الأحد إبداء دعمه لقطر التي سعت جاهدة إلى تعزيز علاقاتها مع الرئيس الأمريكي، حتى إنها أهدته طائرة فاخرة في زيارته الأخيرة لها.
وقال ترامب للصحافيين “قطر حليف رائع جداً. لذا على إسرائيل والآخرين أن يكونوا حذرين. عندما نهاجم الناس، علينا أن نتوخى الحذر”.
من جهته، أشار نتنياهو خلال أدائه الصلاة برفقة روبيو أمام الحائط الغربي في القدس الأحد إلى أن التحالف مع الولايات المتحدة لم يكن يوماً أقوى مما هو عليه الآن.
ومع أن ترامب أعرب عن امتعاضه بسبب الضربة غير المسبوقة التي شنتها اسرائيل في 9 سبتمبر/أيلول على الدوحة، وتأكيد روبيو السبت قبل توجهه إلى إسرائيل أن ترامب “ليس سعيداً” بالضربة، إلا أن الوزير أوضح أن هذا الاختلاف “لن يغير طبيعة علاقتنا بالإسرائيليين”.
وأضاف روبيو أنه سيبحث مع نتنياهو الخطط العسكرية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة، أكبر المراكز الحضرية في القطاع المدمر، إضافة إلى حديث حكومته عن ضم أجزاء من الضفة الغربية في محاولة لإجهاض قيام دولة فلسطينية.
وأكد روبيو أن ترامب يريد لحرب غزة “أن تنتهي” بإعادة الرهائن الذين خُطفوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وإنهاء “التهديد” الذي تمثله حركة حماس.
وقال “جزء مما سنناقشه خلال هذه الزيارة هو كيف تؤثر أحداث الأسبوع الماضي في قطر على ذلك”.
روبيو يؤكد دعم واشنطن للسيادة الإسرائيلية على القدس
صدر الصورة، Reuters
وبعد صلاته عند الحائط الغربي (حائط البراق)، أقدس موقع يمكن لليهود الصلاة فيه، نشر روبيو، وهو كاثوليكي متدين، أن زيارته تعكس إيمانه بأن القدس هي “العاصمة الأبدية” لإسرائيل.
حتى الولاية الأولى لترامب، كانت القيادات الأمريكية تتجنب إطلاق مثل هذه التصريحات العلنية المؤيدة لسيادة إسرائيل على القدس التي تحتل شطرها الشرقي، إذ حاولت الولايات المتحدة تاريخياً إظهار الحياد بشأن وضع الموقع المقدس الذي يشمل أيضاً المسجد الأقصى، وهو من أهم المقدسات الإسلامية.
واتّخذ ترامب خطوة تاريخية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس خلال ولايته السابقة، في قرار ناقض الإجماع الدولي بعدم الاعتراف بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس في بيان أن زيارة روبيو للحائط الغربي الذي هو “جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، اعتداءً صارخ على قدسية المسجد” الواقع أعلاه “وانتهاك سافر للوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس المحتلة”.
ومن المقرر أن يحضر روبيو الإثنين حفل تدشين نفق مخصص للزوار يمر أسفل حي سلوان الفلسطيني وصولاً إلى مواقع يهودية قريبة من المسجد الأقصى.
وقد أثار المشروع مخاوف بين السكان الفلسطينيين من أن يؤدي إلى التضييق عليهم وربما تعريض الأسس الهيكلية لمنازلهم للخطر.
ورداً على سؤال بشأن الزيارة، قلّل روبيو من أبعادها السياسية وقال السبت، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، “إنه أحد أهم المواقع الأثرية في العالم”، إلا أن الفلسطينيين وأطرافاً حقوقية ودولية يعارضون هذه المواقف لأنها تضفي طابعاً شرعياً على المزاعم الإسرائيلية في السيادة على القدس الشرقية التي ضمتها بعد احتلالها عام 1967.
ومن المقرر أن يزور روبيو اليوم ما يسمى بـ”مدينة داوود” مع رئيس الكنيست ثم سيلتقي عائلات الرهائن.